تتواصل الاشتباكات العنيفة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية منذ عدة أيام، مع تصاعد وتيرة الحملة الأمنية التي تشنها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ويرى مراقبون سياسيون أن هذه الحملة لا تخدم الحقوق الفلسطينية، بل تُعزز من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
وتأتي هذه التطورات وسط تزايد التحريض الرسمي من قبل السلطة ضد المقاومة الفلسطينية، ما أثار حالة غضب شعبية واسعة في المخيم، وطرح تساؤلات حول أهداف هذه العمليات الأمنية وتداعياتها المستقبلية.
الحملة تعزز أجندة الاحتلال
ورأى المحلل السياسي سعيد مروان أن هجوم السلطة على مخيم جنين يصب في مصلحة اليمين الإسرائيلي، الذي يستغل الأوضاع المضطربة لتمرير مشروع ضم الضفة الغربية.
وأشار إلى أن إسرائيل تترقب الفرصة المناسبة لتنفيذ هذا المخطط مستفيدة من الانقسامات الفلسطينية وضعف الجبهة الداخلية.
وفي السياق، اعتبر المحلل محمود الريماوي أن الحملة الأمنية هي نتاج التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهدف إلى إضعاف أي وجود سياسي أو عسكري للمقاومة.
وأضاف أن هذه الأحداث تمنح إسرائيل الذرائع اللازمة للادعاء بانعدام الأمن، مما يسهل عليها المضي نحو مشروع ضم الضفة الغربية بدعم أمريكي متوقع.
محاولات تشويه المقاومة
وواصل الناطق باسم الأجهزة الأمنية أنور رجب هجومه على المقاومة في تصريحات مثيرة للجدل، حيث وصف المسلحين في جنين بـ”المرتزقة والمأجورين”، مدعيًا أن المقاومة في غزة نموذج “فاشل” لا يجب تكراره.
واتهم رجب كتيبة جنين بأنها تسعى إلى تنفيذ أعمال إجرامية، مشيرًا إلى “ضبط مركبة مفخخة” كانت مُعدة لاستهداف المدنيين وعناصر الأمن.
وأثارت تصريحات رجب غضب أهالي المخيم الذين اعتبروا هذه الاتهامات تبريرًا للهجمة الأمنية، وهدفها القضاء على المقاومة الفلسطينية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الحملة يُعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني ويؤدي إلى تداعيات كارثية على القضية الفلسطينية.
ورأى الخبراء أن هذه العمليات توفر غطاءً إضافيًا للاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أهدافه في السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
الحملة الأمنية في مخيم جنين
بدأت الحملة فجر يوم السبت الماضي، حيث اقتحمت قوة كبيرة من أجهزة أمن السلطة المخيم من ثلاثة محاور رئيسية، ونشرت قناصة على أسطح المباني.
وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم طفل، إضافة إلى استشهاد القيادي البارز في كتيبة جنين يزيد جعايصة، الذي تُطاردُه قوات الاحتلال منذ أكثر من أربع سنوات.