الضفة الغربية على حافة انفجار شعبي.. السلطة عاجزة عن حماية المواطنين

تواجه الضفة الغربية خطر انفجار شعبي جديد نتيجة فشل السلطة الفلسطينية في حماية المدنيين وتأمين أبسط حقوقهم، وسط تراجع شرعيتها وعجزها عن التعامل مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وسياسات الحكومة الإسرائيلية.
فشل السلطة عن حماية المواطنين
وقال الكاتب الساسي حسن الدعجة إن الضفة الغربية تقف على حافة انتفاضة ثالثة مع تراكم أسباب الغضب الشعبي وتآكل شرعية السلطة الفلسطينية. تقدم سن الرئيس عباس، الفراغ القيادي، العجز عن حماية المدنيين من اعتداءات المستوطنين والجيش، كلها عوامل تفجّر الاحتقان.
وأشار الدعجة إلى أن هجوم حوارة 2023 نموذج لحجم الخسائر في الأرواح والممتلكات والزراعة، مع اقتلاع مئات آلاف أشجار الزيتون وتدمير البنية الاقتصادية.
وتابع في المقابل، يتوسع تسليح المستوطنين، ما يجعل أي احتكاك قابلاً للتحول إلى مواجهة واسعة. غياب الأفق السياسي وتضارب التزامات السلطة يدفع نحو انتفاضة محتملة أقل تنظيماً وأكثر تعبيراً عن غضب عفوي متراكم.
وفي ذات السياق، قال الكاتب السياسي محمد أبو رمان، إن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية يحمل قيمة رمزية وتاريخية، لكنه بلا أثر حاسم ما دام ميزان القوى مختلاً ولا شريكاً إسرائيلياً يعترف فعلاً بهذا الحق.
وتابع أبو رمان أن خطاب “إصلاح السلطة” يُستخدم للهروب من السؤال المركزي: مشروع التسوية نفسه هل ما زال قائماً؟ الوقائع تشير إلى انهياره مع صعود تيارات إسرائيلية تنكر فكرة الدولة وتحوّل السلطة إلى كيان مكشوف استراتيجياً.
وأضاف أن تحولات ما بعد “طوفان الأقصى” لم تتجسد في ردع حقيقي رغم الحراك العربي–الإسلامي. حل الدولتين بصيغته التقليدية يتحول إلى “جثة في الغرفة”، حقيقة معلومة للجميع لكن الصمت العام يؤجل مواجهة استحقاقاتها.
الضفة الغربية على حافة انفجار شعبي
ويشير الواقع الميداني إلى أن اعتداءات المستوطنين مستمرة من مسافر يطا جنوبًا إلى قرى نابلس شمالًا، بما في ذلك حرق المنازل، اقتلاع الأشجار، نهب الأراضي، وتدمير الممتلكات.
واقتحامات الجماعات المتطرفة للمسجد الأقصى تتكرر يوميًا، فيما السلطة الفلسطينية منشغلة بإرضاء الاحتلال وملاحقة المقاومة والأسرى المحررين والطلاب، بدل حماية المواطنين، ما يفاقم غضب الشعب ويزيد احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة قد تعيد رسم المشهد بالكامل.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي محمد القيق إن الانفجار الشعبي في الضفة لا يمكن أن يحدث دون قرار سياسي واضح من الفصائل الفلسطينية، رغم حالة الغضب الشعبي المتصاعدة تجاه المستوطنين والجيش، وانسداد الأفق السياسي وانهيار مسار حل الدولتين، بالتزامن مع المجازر الجارية في غزة، مضيفاً أن الغضب العفوي بحاجة إلى تحويله إلى غضب منظم تقوده الفصائل لاستثمار اللحظة السياسية الراهنة.
وأوضح القيق أن تراكم الاحتكاكات اليومية من مواجهات واعتداءات مستمرة ونهب الأراضي واقتلاع الأشجار وهدم المنازل، بالإضافة إلى التضييق الاقتصادي والاقتحامات المتكررة، يعكس عمق الأزمة ويعزز القناعة بانهيار وهم السلام، مشددًا على ضرورة أن تلعب الفصائل دورًا فاعلًا في توجيه الشارع وتقديم التوعية الإعلامية.





