تحليلات واراء

ديفيد هيرست: السلطة أشبه بسفينة تيتانيك وعباس يقودها إلى الهاوية

بينما تلتهم إسرائيل الضفة الغربية

شبه الكاتب البارز ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وضع السلطة الفلسطينية بحالة سفينة تيتانيك الشهيرة التي غرقت عام 1912 في شمال المحيط الأطلسي بعد أن وصفت بأنها أكبر سفينة ركاب في ذلك الوقت.

وجاء ذلك في معرض تعليقه على مرسوم عباس الذي أصدره حديثا ويقضي بتولي نائبه حسين الشيخ قيادة السلطة الفلسطينية في حال شغور منصب الرئاسة.

وحذر هيرست من أن عباس سوف يجر حركة فتح وكل مؤسسة فلسطينية معه إلى الهاوية في وقت تصعد دولة الاحتلال الإسرائيلي من عمليات السيطرة على الضفة الغربية المحتلة وضمها إلى سيادتها.

وأشار إلى أنه ردا على التكهنات بأن منافس عباس الرئيسي في فتح، الأسير مروان البرغوثي، قد يتم إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي بعد أكثر من 20 عاما، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يفكر بجدية في ملفه، أصدر عباس مرسوما يغلق الباب أمام أي منافس أو أي انتخابات.

وجاء في المرسوم أنه إذا لم يعد عباس قادرا على أداء واجباته كرئيس، فسوف يتم شغل المنصب “مؤقتا” – وهي كلمة مشبوهة دائما في الشرق الأوسط – بواسطة حسين الشيخ ، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقد تم التحقق من الشيخ، الذي يعد الاتصال الأساسي لإسرائيل بشأن المسائل المدنية في الضفة الغربية، ووافق عليه كل من تل أبيب وواشنطن.

محمود عباس ويكيبيديا

لفت هيرست إلى أنه في آخر استطلاع رأي متاح، أيّد 18.9% فقط من الفلسطينيين تعيين الشيخ نائبًا للرئيس.

لكن الانتخابات ليست ذات صلة بعباس، الذي لم يسمح بإجراء انتخابات منذ 21 عاماً، والذي أغلق المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي كان خاملاً بعد أن منحت الانتخابات الأخيرة في عام 2006 حماس 74 مقعداً من أصل 132 مقعداً، بينما حصلت حركة فتح الحاكمة على 45 مقعداً فقط.

وأكد هيرست أن إغلاق عباس للبرلمان سببٌ آخر لمرسوم الأحد. إذ ينصّ القانون الأساسي على أن رئيس المجلس التشريعي هو من يتولى مهام الرئيس العاجز والآن هو ليس كذلك.

وتابع قائلا ” كل هذا أمرٌ اعتيادي بالنسبة لعباس. وكأن الإبادة الجماعية في غزة لم تحدث قط، وكأن هجومًا وجوديًا على السلطة الفلسطينية لم يحدث”.

إذ ردّت السلطة الفلسطينية على الإبادة الجماعية في غزة بالصمت، ولم تُحدث أي خلل في سياسة عباس الرامية إلى استبعاد حركة حماس من أي حكومة وحدة وطنية، مهما كان شكلها.

ويحرص كبار قادة فتح الآخرين الذين يظهرون في التجمعات الدولية على إرفاق تصريحاتهم بضرورة نزع سلاح حماس في غزة باعترافات مصاغة بعناية بضرورة إشراك الحركة، على مستوى ما، في عملية البحث عن زعيم جديد.

ولكن ليس عباس، الذي يعتقد بوضوح أن جماعات المقاومة تشكل تهديداً أكبر لسلطته مما تشكله دولة الاحتلال في الوقت الراهن.

وكما هو الحال مع نتنياهو، الذي كان إنجازه الأعظم في حياته هو قتل الدولة الفلسطينية عند ميلادها، فإن الإنجاز الأعظم الذي يفتخر به عباس هو التشبث بالسلطة، بعد 21 عاماً من خسارتها فعلياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى