معالجات اخبارية

شركة جوال تتخلى عن سكان غزة وتتركهم بلا اتصال

في خضم الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة، قررت شركة جوال سحب معداتها ومولداتها من شارع الجلاء ومنطقة الشيخ رضوان، تاركة آلاف المدنيين بلا أي وسيلة اتصال.

وهذا الانسحاب لم يكن مجرد فقدان خدمة، بل رسالة عملية بتجاهل حياة السكان واحتياجاتهم الأساسية في أصعب الظروف، في وقت تكاد مقومات الحياة تكون معدومة، فيما يرفض السكان النزوح ويواصلون مواجهة أبشع أعمال القصف والتهجير.

شركة جوال تتخلى عن سكان غزة

وغياب الشبكة أدى إلى عزلة كاملة للسكان عن فرق الإغاثة والطوارئ والمراكز الطبية، ما صعّب تنسيق وصول المساعدات الطبية والغذائية، وعزل المدنيين عن الخدمات الحيوية، وزاد من خطرهم المباشر والضغط النفسي عليهم، خصوصًا في ظل النزوح والحصار المستمر.

وتشمل المعدات المسحوبة المولدات والمعدات الشبكية الأساسية، الضرورية لاستمرار الشبكة في المناطق الأكثر تضررًا، ما يظهر تخلي الشركة عن مسؤوليتها الإنسانية.

الاحتكار المالي واستغلال الأزمة

ورغم أن الطلب على الإنترنت وخدمات الدفع الإلكتروني تضاعف خلال الحرب بسبب صعوبة التنقل وقلة السيولة النقدية، استغلت الشركة هذه الظروف لتعزيز أرباحها، مستفيدة من احتكار شبه كامل للسوق.

ويعتمد العديد من المواطنين والتجار على خدمات مثل “جوال كاش”، والمحافظ الإلكترونية مثل “بال باي” و”جوال باي”، لإتمام معاملاتهم المالية وشراء الاحتياجات الأساسية، لكن الانقطاعات المتكررة للإنترنت وسرعة الخدمة البطيئة لم تتناسب مع الأسعار العالية، دون أي آلية تعويض واضحة أو استجابة سريعة من الشركة.

وحتى في ظل القصف المستمر للأبراج وخطوط الكهرباء، والتي شكلت ضغطًا هائلًا على استمرار عمل الشبكة، لم تُبذل الشركة جهودًا حقيقية لتوفير حلول بديلة أو تعزيز خدماتها، ما يزيد من الانتقادات التي تعتبرها شبه احتكارية وتستغل الأزمة لتحقيق مكاسب مالية على حساب المواطنين.

وانسحاب شركة جوال من المناطق الأكثر تضررًا لم يعد مجرد فقدان خدمة اتصالات، بل كشف وجهها الحقيقي في تجاهل حياة الناس ومسؤوليتها تجاههم، واستغلال حاجتهم الأساسية للاتصال لتحقيق أرباح، وسط نزوح وحصار مستمرين، حيث أصبح الاتصال أداة حياة ضرورية للبقاء على قيد الحياة ولتسهيل جهود الإغاثة الطارئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى