ابتزاز سياسي وتحريض يقوده علي شريم ضد المحامي مهند كراجة
أعاد أمن السلطة اعتقال المحامي ورئيس مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة، بناءً على شكوى تقدم بها المدعو علي شريم، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الحقوقية، خاصة أن كراجة كان قد أعلن قبل توقيفه دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على ما وصفه بالتعامل الانتقائي وغير العادل من قبل الأجهزة الأمنية والقضاء الفلسطيني.
وقال كراجة في مقطع مصوّر سجله قبل اعتقاله إن السلطة تجاهلت شكواه الرسمية ضد حملات التحريض التي استهدفته، بينما سارعت إلى تنفيذ شكوى شريم ضده، معتبرًا ذلك دليلاً على ازدواجية المعايير واستمرار سياسة تكميم الأفواه واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان في الضفة الغربية.
اعتقال المحامي مهند كراجة
وأوضح مهند كراجة أن ما جرى معه لم يقتصر على التحريض، بل وصل إلى مرحلة الابتزاز السياسي المباشر، حيث طُلب منه ومن مجموعته إصدار موقف ضد فصيل سياسي بعينه — في إشارة إلى حركة حماس — مقابل وقف توقيفه وإغلاق الملف الموجه ضده، مؤكدًا أنهم رفضوا ذلك بشكل قاطع حفاظًا على حيادهم الحقوقي واستقلالهم المهني.
وقال: “نحن في محامون من أجل العدالة كنا وسنبقى على الحياد من كل الفصائل، فمهمتنا هي الدفاع عن الإنسان وحقوقه، وليس الدخول في أي اصطفاف سياسي. تعرضنا لضغوط وتهديدات طالت عائلتي وأفراد مكتبي، ورغم إرسالنا شكاوى رسمية لمكتب النائب العام، لم يتحرك أحد.”
علي الشريم والمحامي كراجة
وأضاف مهند كراجة أن الشخص المسمّى علي شريم هو أحد القائمين على الحملة التحريضية ضده، والتي انطلقت منذ أسابيع واستُخدمت فيها مواد رقمية مفبركة للنيل من سمعته وتشويه صورته الحقوقية، مشيرًا إلى أنه رصد أكثر من 1072 منشورًا تحريضيًا خلال أول 48 ساعة من بدء الحملة، جميعها نُشرت من حسابات وهمية أو تابعة لما يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني”.
ويُعد المحامي مهند كراجة أحد أبرز المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان، إذ يقود مجموعة محامون من أجل العدالة، وهي هيئة قانونية مستقلة تُقدم الدعم القانوني للنشطاء والمعتقلين السياسيين، وتوثّق الانتهاكات الصادرة عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وقد تعرض مهند كراجة خلال السنوات الأخيرة للاعتقال والاستدعاء والتهديد والتشهير، لكنه واصل عمله في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير، مؤكدًا أن حماية الإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تكون رهينة للمواقف السياسية.
ويرى حقوقيون أن إعادة توقيف كراجة بعد تهديده وابتزازه، وبناءً على شكوى من أحد المحرّضين عليه، تمثل سابقة خطيرة في استهداف العمل الحقوقي المستقل في فلسطين، وتكشف حجم النفوذ الذي تمارسه بعض الأطراف المقربة من السلطة لتكميم الأصوات الحرة.
من هو علي الشريم؟
يُعد علي الشريم ناشطًا مثيرًا للجدل، هاربًا من غزة ومقيمًا حاليًا في رام الله بعد فترة من الإقامة في بلجيكا، وتربطه علاقات وثيقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ويستخدم الشريم منصاته الإعلامية في نشر التضليل وتبرير السياسات الأمنية للسلطة الفلسطينية، كما يُعد من الوجوه التي تُوظَّف علنًا في حملات التحريض والتشويه ضد المقاومة الفلسطينية.
ويتبنّى خطابًا تخوينيًا يحمّل المقاومة مسؤولية الدمار في غزة، في حين يُحرف الغضب الشعبي بعيدًا عن الاحتلال، في مشهد يجسد توظيف النشاط الإعلامي كأداة سياسية تخدم مصالح السلطة والأجندات الخارجية على حساب المصداقية والحقائق الميدانية.





