معالجات اخبارية
أخر الأخبار

وسط دماء غزة.. مؤتمر تطبيعي في باريس يجمع فلسطينيين وإسرائيليين

بينما تستمر إسرائيل في شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة لأكثر من عشرين شهراً، مع تصاعد عمليات الاجتياح في الضفة الغربية، يستعد العالم لعقد مؤتمر تطبيعي جديد يحمل عنوان “نداء باريس من أجل حل الدولتين، السلام والأمن الإقليمي”، المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 13 يوليو 2025، بتنظيم من منتدى باريس للسلام.

ويُعد هذا المؤتمر منصة مدنية تمهيدية لمؤتمر دولي رفيع المستوى ترعاه الأمم المتحدة ويُعقد لاحقاً في نيويورك، بمشاركة مشتركة من فرنسا والسعودية، ويهدف إلى فتح حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين لدفع ملف السلام والأمن في المنطقة.

لقاءات فلسطينية إسرائيلية

ووفقاً للبرنامج الرسمي، يشارك في المؤتمر شخصيات فلسطينية بارزة تمثل قطاعات متعددة من المجتمع المدني والسياسي، وذلك في جلسات حوارية مشتركة مع مسؤولين إسرائيليين سابقين، من بينهم رؤساء وزراء ووزراء دفاع وقادة أمنيين، حيث تسعى هذه اللقاءات إلى تعزيز التعاون، الاعتراف المتبادل، وبناء سرديات جديدة للسلام، وهو توجه يروج له منظمو المؤتمر كبوصلة أساسية لإنهاء الصراع.

ومن الجانب الفلسطيني، تشارك في المؤتمر أسماء بارزة مثل ندى مجدلاني، مديرة مؤسسة “إيكو بيس الشرق الأوسط”، وسمير حليلة، الوزير السابق ورجل الأعمال، بالإضافة إلى دلال عريقات، الأكاديمية والخبيرة في الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، وأشرف العجرمي، الوزير السابق لشؤون الأسرى، إلى جانب عدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والسياسية.

بينما اعتذر الصحفي محمد دراغمة عن المشاركة، مؤكدًا دعمه لحل الدولتين ووقف الحرب، لكنه أوضح أنه لا يشارك كمصنع أخبار وإنما كمراسل.

ويأتي الجانب الإسرائيلي ممثلاً في مسؤولين كبار مثل إيهود أولمرت، رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، وأمي أيالون، رئيس جهاز الشاباك السابق، إضافة إلى نخبة من السياسيين والناشطين الإسرائيليين اليهود والعرب، حيث يتباحث الطرفان في جو من الحوار يتسم بالطابع التطبيعي الهادف إلى تقديم توصيات سياسية للأمم المتحدة.

مؤتمر تطبيعي في باريس

وتنقسم جلسات المؤتمر إلى موضوعات عديدة منها الاعتراف المتبادل وحل الدولتين، بناء السلام من القاعدة الشعبية، تقديم روايات بديلة للسلام، بالإضافة إلى الضمانات الأمنية الإقليمية.

كما يتم مناقشة الإجراءات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، ودور المجتمع المدني والمرأة كقائدات للسلام، في أجواء تركز على كسر الجمود السياسي وخلق فرص جديدة للتفاهم.

وفي ختام المؤتمر، سيصدر بيان مشترك بين الشركاء الفلسطينيين والإسرائيليين يطالب بالاعتراف بدولة فلسطين، وقف إطلاق النار فوراً، ودعم المجتمع المدني، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكلمة للفنانة الإسرائيلية “نوعا”، مع عروض فنية مشتركة تعبر عن روح التعاون والسلام.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تمضي فيه الحرب الإسرائيلية، بدعم أمريكي وأوروبي، في استنزاف قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى منذ أكتوبر 2023 أكثر من 182 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية وانتشار آلاف المفقودين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى