دائرة عباس تدفع بسامر خوري لحُكم غزة مع اقتراب المرحلة الثانية

قال الكاتب وسام عفيفة إن مختلف الأطراف تستعد للانتقال إلى المرحلة الثانية من ترتيبات غزة، والمتوقع حسمها نهاية الشهر، مشيراً إلى أن التنافس يشتدّ على من سيحجز موقعه في معادلة “اليوم التالي”.
وأضاف أن واشنطن تعمل على تشكيل إدارة تكنوقراطية بإشراف توني بلير وثنائي كوشنر–ويتكوف، بينما تبدو السلطة الفلسطينية أمام لحظة تشعر فيها بأن الأحداث تتجاوزها سريعاً، ما دفعها إلى التحرك لإعادة إدراج نفسها في المشهد الجديد.
من هو سامر خوري؟
وأوضح عفيفة أن دائرة الرئيس محمود عباس— وتحديدًا أبناؤه— كثّفت خلال الأيام الأخيرة محاولاتها لطرح مرشحها لشغل واحد من أهم المناصب الجاري تشكيلها: “حاكم غزة” أو المسؤول التنفيذي لهيئة التكنوقراط التي ستدير القطاع في المرحلة الانتقالية.
وأشار إلى أن الاختيار وقع على سامر خوري، الرئيس التنفيذي للهندسة والإنشاءات في شركة CCC العالمية، والمؤهّل بخبرته الواسعة في الإدارة والتمويل والمشاريع العابرة للحدود، فضلاً عن قربه من أبناء الرئيس عباس.
وأضاف الكاتب أن هذا الترشيح لا يأتي بمعزل عن حراك سياسي نشط، إذ دفعت السلطة— التي تخشى الإقصاء الكامل— بحسين الشيخ إلى سلسلة لقاءات واتصالات، كان أبرزها مع توني بلير، الذي التقى بدوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سرًا لبحث ترتيبات “اليوم التالي”.
وبيّن أن هدف هذا الحراك هو انتزاع دور للسلطة في المشهد القادم، حتى لو كان دوراً رمزياً أو هامشياً.
السلطة والمرحلة الثانية
وتابع عفيفة أن هذا التحرك ترافق مع تصريحات لافتة للرئيس محمود عباس، وضع فيها شروطه للمرحلة الثانية وفق خطة ترامب، وتشمل: انسحاب الاحتلال من غزة، وتسليم حماس والسلاح للسلطة، والسماح بدخول اللجنة الإدارية الفلسطينية والشرطة الفلسطينية ونشر قوة الاستقرار الدولية، ثم الانطلاق في إعمار القطاع بشكل منظَّم.
وقال الكاتب إن هذه المواقف تعكس إدراكاً داخل السلطة بأن الفراغ التنفيذي في غزة لن يستمر طويلاً، وأن القوى الدولية تتحرك بسرعة، ما يدفع القيادة في المقاطعة إلى محاولة الانتقال من موقع المتفرّج إلى موقع الشريك في المعادلة.
وختم عفيفة أن غزة، المنكوبة بالحرب والإبادة، مقبلة على مشهد جديد قيد التشكل يشمل إدارة تكنوقراط، وقوة استقرار دولية، وحاكماً أو رئيساً تنفيذياً يحمل مفاتيح إدارة القطاع اليومية، فيما تسعى السلطة— عبر دوائر عباس— لاستعادة موقع تخشى أن تفقده، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستكشف من سيصعد إلى منصة “اليوم التالي”… ومن سيبقى خارج الصورة.





