حسن خريشة ينتقد بشدة تحركات السلطة لانتخابات المجلس الوطني

في وقتٍ يمر فيه الشعب الفلسطيني بأصعب مراحله على الإطلاق، مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وما يرافقها من حصار وتجويع وتهجير، تأتي السلطة الفلسطينية لتثير جدلًا واسعًا بإعلانها التحضير لـ “انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني”.
خطوة بدت لكثيرين بعيدة عن الواقع وبعيدة عن الأولويات، بل ومنفصلة عن معاناة الناس الذين يواجهون الموت والجوع يوميًا، وهذه التحركات التي وصفها الشارع الفلسطيني بأنها قفز فوق آلام الناس وغياب عن نبض اللحظة، فجّرت انتقادات متصاعدة كان أبرزها ما عبّر عنه الكاتب السياسي حسن خريشة.
لجنة الانتخابات قفزة في الهواء
ووجّه حسن خريشة رسالة قاسية لمن يهمه الأمر متسائلًا: كيف تفكرون وماذا تفعلون؟ وقال إن تشكيل لجنة تحضيرية لانتخابات المجلس الوطني من عجائز الحاضر ومناضلي الأمس يبدو كقفزة في الهواء وهروب إلى الأمام وانفصال تام عن الواقع.
وتساءل: هل هذه اللجنة بديلة عن اللجنة المركزية للانتخابات؟ ولمن توجه رسائلكم اليوم؟ هل إلى غزة المحاصرة والجائعة، أم إلى المهجرين من مخيمات شمال الضفة، أم إلى المقتلعين من أراضيهم بفعل المستوطنين؟ هل هي رد على قرار بسط السيادة وتهويد القدس أم أوراق اعتماد للقبول في الترتيبات المقبلة؟ وهل ما زال فينا من يثق بالأمريكي بعد كل ما جرى؟.
وأضاف خريشة أن الأولوية في هذه المرحلة هي وقف العدوان وإغاثة الناس ومواجهة الاستيطان وعنف المستوطنين، مؤكدًا أن ذلك لن يتحقق إلا باستعادة الوحدة الفلسطينية واحترام كل مخرجات الحوارات الوطنية الممتدة منذ عام 2007.
كما تساءل: من ألغى الانتخابات في مرحلتها النهائية وحلّ المجلس التشريعي المنتخب في ظروف شبه طبيعية، هل هو اليوم جاد فعلًا في إجراء انتخابات؟.
تبني رواية الاحتلال
وفي المقابل، نقلت مصادر إعلامية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الألماني استعداده لإجراء انتخابات لا تشمل أي قوى أو أفراد لا يلتزمون ببرنامج منظمة التحرير والسلاح الشرعي الواحد.
كما أكدت المصادر أن عباس أبدى استعداد السلطة لتولي المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة بدعم عربي ودولي، في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه على القطاع دون أي خطوات عملية من السلطة لإسناد أهالي غزة أو وقف المجازر.
وأثارت تصريحات عباس غضبًا واسعًا، خصوصًا مع تبنيه رواية الاحتلال باتهام المقاومة بالتسبب في مقتل الغزيين، بدلًا من اتخاذ أي موقف وطني جامع يساند صمود القطاع.
كما أعاد طرح فكرة انتخابات المجلس الوطني وسط انقسام سياسي حاد وظروف إنسانية كارثية، ما اعتبره مراقبون استمرارًا لنهج يتجاهل أولويات الشعب الفلسطيني تحت النار.