تحليلات واراء

تصاعد العداء العربي للإمارات على خلفية دعمها حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة

تتزايد مظاهر العداء العربي ضد دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية ما يعتبره ناشطون وشعوب عربية تورطًا مباشرًا لأبوظبي في دعم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة.

جاء ذلك بعد الكشف عن صفقات سرية وشحنات عسكرية وصلت إلى جيش الاحتلال في ظل واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

ففي مشهد غير مسبوق، أقدم ناشطون مصريون وعرب في العاصمة الألمانية برلين على إغلاق منزل سفير الإمارات، وقاموا بتلطيخه بالطلاء الأحمر، في خطوة رمزية لاعتبار أبوظبي “شريكًا في إراقة دماء الفلسطينيين”.

وقد رفع المحتجون لافتات تندد بـ”الإمداد الإماراتي لإسرائيل بالسلاح” وكتبوا شعارات تذكر بأن “الطلاء الأحمر يرمز إلى دماء الأطفال الذين تُسفك في غزة تحت القصف الإسرائيلي المدعوم إماراتيًا”.

وأكد الناشطون أن تحركهم يندرج ضمن سلسلة أوسع من الفعاليات المنددة بالتطبيع الإماراتي–الإسرائيلي، وأن ما يحدث في غزة من إبادة وقتل جماعي لا يمكن فصله عن الدعم اللوجستي والسياسي الذي تقدمه أبوظبي لتل أبيب.

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

تزايد مظاهر الاحتقان الشعبي ضد الإمارات جاء في أعقاب تقارير إعلامية كشفت عن زيارة سرية قام بها رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وأحد أقرب مساعدي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي الأسبوع الماضي.

ووفق وكالة بلومبيرغ، التقى ديرمر خلال الزيارة محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعدداً من كبار المسؤولين، في محادثات ركزت بشكل أساسي على العملية العسكرية الإسرائيلية المخططة للسيطرة على مدينة غزة، إضافة إلى خطط تهجير الفلسطينيين خارج القطاع.

وأثارت الزيارة التي أحاطها الطرفان بسرية تامة ولم يعلقا عليها رسميًا، غضبًا مضاعفًا، إذ فسرت على أنها تأكيد للدور النشط للإمارات في رسم سيناريوهات الحرب إلى جانب إسرائيل، في وقت تتعرض فيه أبوظبي لضغوط شعبية وإعلامية عربية متصاعدة.

وقد بلغت موجة الغضب ذروتها بعد الكشف عن واقعة موثقة: ففي 23 أغسطس/آب 2025، حطّت طائرة شحن إماراتية من طراز إليوشن Il-76TD (النداء: FY4942) في مطار رامون بجنوب فلسطين المحتلة.

ووفق مصادر موثوقة، كانت الطائرة محملةً بأربعين طنًا من العتاد العسكري جرى تسليمها مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، قبل أن تُنقل إلى قاعدة نبتيم الجوية في صحراء النقب.

وبحسب ما تم رصده فإن الرحلة لم تكن مجرد عملية تجارية عابرة، بل تسليمًا عسكريًا مباشرًا لدولة تخوض حرب إبادة موثقة ضد سكان غزة، بينهم آلاف الأطفال والنساء. وتحوّلت الواقعة إلى رمز على تورط الإمارات ليس فقط في دعم سياسي أو اقتصادي، بل في المشاركة الفعلية بالآلة الحربية الإسرائيلية.

الإمارات من التطبيع إلى الشراكة العسكرية لإسرائيل

يرى مراقبون أن هذه التطورات تكشف تحول الإمارات من مجرد دولة مطبّعة ضمن اتفاقات أبراهام إلى شريك عسكري أصيل في مشروع الحرب الإسرائيلية.

فقد تجاوزت أبوظبي حدود التطبيع السياسي والاقتصادي إلى المساهمة المباشرة في الإمداد الحربي، الأمر الذي يعزز اتهامات بأنها باتت طرفًا مشاركًا في الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.

كما اعتبر محللون أن الزيارة السرية لرون ديرمر والتسليم العسكري المباشر لإسرائيل يوضحان أن التحالف الإماراتي–الإسرائيلي لم يعد يخضع لحسابات براغماتية أو اقتصادية فحسب، بل دخل طورًا استراتيجيًا يقوم على تقاسم الرؤى العسكرية والأمنية في المنطقة.

وقد أظهرت ردود الفعل الشعبية في العواصم العربية حجم الغضب من أبوظبي. فقد تصدرت وسم #الإمارات_شريك_الإبادة قوائم التداول في عدة دول عربية بحيث عبّر آلاف المغردين عن إدانتهم للتورط الإماراتي في الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى